جواز سفر... إلى الجنة  
 
الله أكبر، الكلمة السحرية، التي ما إن قلتها بصوت عال فأنت في طريقك إلى الفردوس، مكانك مع الشهداء و الأنبياء، و ما إن سمعك الآخر تصرخ بها، أحس بنار جهنم على جلده، يعدب شر عداب أثناء موته، ثم يعدب مرة أخرى في قبره، ثم عداب تالت في جهنم... بينما تنعم في فردوسك بجنات نعيم و حور عين و خمر و رمان... أما من سمعك يبدل جلده ليصلى عدابا جديد في الجحيم، توقد به نار جهنم و يصلى بحميم...
الله أكبر، كلمة ما إن تسمعها أمك تزغرد، و تبشر في أرضها بجناتك الساموية، أما ما إن تسمعها أم ذلك الزنديق الكافر بدينك، فالحزن يصبح دينها، و صلاتها بكاءها، و تسبيحها إسمه. ذلك الشخص الذي أصبح جواز سفرك الفردوسي، قنطرة فرحك و فلاحك، و باب جناتك. ذلك الشخص الذي لم يعر اهتماما لجناتك و فردوسك و دينك، تدبحه، تقطعه و ترسله بكل دم بارد إلى جحيمك الوهمي.
الله أكبر، الكلمة التي جمعت بين أم الشهيد و ابنها في الجنة السماوية، و فرقت بين أم الكافر و ابنها في جناتهم الأرضية.
الله أكبر، الكلمة التي ما إن تسمعها شيئ ما بداخلك يقول لك انفد بجلدك، اهرب أيها الأبله سوف ينفجر، سوف يشهر بندقيته، سوف يشهر سيفه و خنجره.
كل هذا ولده سحر تلك الكلمات الإلهية، الكلمات السحرية التي ما إن تدخل قلبك تشفق على حياة الكفار و تريد أن تريحهم من حياتهم المادية و ترسلهم إلى أكتر الأماكن لهيبا في الجحيم.
إذا لم يكن دم فهو قطع، دبح أو قتل...
لا يمكن...

لا يمكن أن نغير ما في حالهم، هم قد خضعوا و كانوا عبيدا لبعض الناس. فكيف تغيير حال من أصبح يستنشق ذُلَّ العبودية و قبع في أوساط الجهل و الأمية. نسي معالم الإنسان الفكرية و شوقه للحرية... لا يمكن تغيير من كان عاشقا للذل و حياة الرِّق البدائية. فلنحيا في قبورنا و على أرضنا على قول شوقي، مرفوعي الرأس و منتصبِي القامة علي قول خليفة... فقط هكذا يمكننا الحياة...

الفايز زكرياء 
 15/09/2013
عن التسول، الحرية و الدولة

تكريس ثقافة التسول في أي مجتمع هو دليل على فشل الدولة. و لا أعني بثقافة التسول فقط المرأة أو الرجل على جانب الطريق، أو قفة العيد، و بعض من الحريرة و الرغيف يوزع طوال شهر رمضان...، بل ثقافة التسول تتعدى كل هذه الظواهر لتصل إلى التسول العلمي و الثقافي و الدراسي مثل ظاهرة الغش (الحصول على نقط بدون جهد)، ظاهرة Plagiat... التي تنخر أساسات الطبقة المثقفة في هذا البلد. فهكذا يمكن أن نقول أن التسول هو ظاهرة تمس كل طبقات المجتمع.

فلا يمكن لأي مجتمع التقدم بدون بناء منظومة من القيم كما أشار المهدي المنجرة في كتابه قيمة القيم، تكون الأسرة فيها هي الأساس، و الفرد كنقي
ض متشبع بمجموعة من المبادئ و الدولة كتركيب لهذا المجتمع تتمتل في قوانين تحفظ فيها كل القيم و المبادئ. هذى البناء الهيجيلي السهل شكلا و المعقد تركيبا يطرح العديد من الأسئلة، و لعل أهمها مشكل تتبيت هذه القيم و المبادئ، فإذا كانت الدولة نتاج لتطور الفرد و الأسرة فكيف يمكن تنشئة مجتمع مبني على قيم؟

وكإجابة على هذى السؤال، أظن أن على الأفراد أن يستفيدوا من حيز كبير من الحرية بكل ما للحرية من معنى (على المستوى الفكري، التقريري أو الفعلي...) فهذا كفيل بتطوير علاقة (Processus) يبنى على فكرة الحرية و القيد. فهذه العلاقة الجدلية التي رصدها كروزيه في كتابه L'acteur et le système، تبين لنا أنه عندما تفرض العديد من القيود على الفرد، فهذا الأخير يبحث عن هامش للحرية، و عند إعطاء الفرد كل الحرية فهو يبحث عن قيود تؤطر هذه الحرية. و هذه القيود المبنية على قرارات فردانية يمكنها أن تكون هي الحجر الأساس لبناء مجتمع المبادئ و الدخول في علاقة جدلية هيجيلية (نقد، نقد النقد ثم التركيب) تجمع بين تلاثية الأسرة الفرد ثم الدولة كما بينها عابد الجابري في مواقفه.

عن النقد و النهج الديمقراطي ...

تعليقي على اعتقال و منع مناضلي النهج الديمقراطي من الدعوة إلى مقاطعة انتخابات 4 سبتمبر :


كتوضيح أولي، تعليقي هذا يندرج في تحليل العلاقة بين الدولة والمعارضة (الغير برلمانية) و موقع الحريات في الحياة السياسية.


منذ يومين اعتقل عشر مناضلين منتمين لحزب النهج الديمقراطي (حزب مقاطع و قد تم الإفراج عن كل المعتقلين العشر). فهذا الإعتقال ان دل على شيء فإنما يدل على تراجع المكتسبات الحقوقية و الدستورية على مستوى الحرياة، و أخص بالذكر حرية التعبير و الصحافة. فمقاطعة الإنتخابات لا تعني عدم الإكترات بالحيات السياسية و إنما هي مشاركة فعلية تنبني على رأي سياسي و موقف نقدي أكثر ما هو تشنج فكري أو تصور عصبي و معارضة من أجل المعارضة. فموقف جل المقاطعين اليوم يندرج ضمن خانة البحت عن تنزيل لمقتضيات الفصل 19 من الدستور، و بناء دولة عصيرية تقرن فيها المسؤولية بالمحاسبة كما ينص عليها الفصل الأول من الدستور. ففي ظل غياب الآليات القانونية للمتابعة و التصدي للا مسؤولية، أقول أنني لن أشارك، و اعتقال مناضلين بناء على موقفهم السياسي يندرج في إطار تغييب الدستور و الضرب في عمق الفعل السياسي.


كي لا أطيل، أقول أن لغة القوة هي لغة ظرفية يمكنها أن تحل مشكل اليوم لا مشاكل الغد... يمكنها أن تعمينا عن رؤية ما وراء الغد، و يصبح كل الفعل السياسي فعل براغماتي. لهذ أظن أن أكبر التطورات التي يجب على الفاعل السياسي أن يتخدها هدفا، هي التطورات الفكرية. فغياب رؤية سياسية واضحة، و غياب مبادئ المواطنة و الهدف المشترك، أطفى على الدولة الطابع البوليسي، و الهاجس الأمني.


استنادا على التحليل الذي نشرته "Une analyse des élections par la théorie de l’asymétrie de l’information"، أؤكد على أن الحيات السياسية اليوم تديرها "نخبة" فاسدة مرتشية تغيب عنها أدنى الشروط الأخلاقية و السياسية. فعدم المشاركة في الإنتخابات هو صوت يندرج في إطار نعم لتحرير عقل المواطن، نعم لحرية التعبير، نعم لحرية الصحافة، نعم لضرب كل المتلاعبين بيد من حديد، و لا للمهازل السياسية و النزالات الشعبوية...

Formulaire de contact

Nom

E-mail *

Message *